أرسلت نادية موسى تسأل: ابنى عمره عامان ونصف العام وهو متأخر فى الكلام عن إخوته.
وما لفت نظرى أنه يحب النظر للأشياء التى تلف أو تدور كالمروحة مثلا، فهل من الممكن أن يكون عنده توحد؟
تجيب عن هذا التساؤل الدكتورة نيفين حسن نشأت، مدرس مساعد أمراض التخاطب بالمركز القومى للبحوث قائلة:
التوحد أو الذاتوية هو مرض يصيب الأطفال قبل سن الثالثة من العمر ومع ذلك فإنه يتم تشخيصه متأخرا عند سن الخامسة أو السادسة.
وذلك لتشعب الصورة المرضية التى يظهر بها واشتراكه مع كثير من الأمراض كالتأخر الذهنى أو نقص التركيز وتشتت الانتباه فى بعض السمات.
يتميز هذا المرض بثلاثة أعراض أساسية يجب أن يتلازم وجودها معا لدى الطفل المصاب بالذاتوية.
وهى ضعف التواصل الاجتماعى الشديد مع الآخرين ويشمل ذلك المقربين من الطفل، التأخر اللغوى والاهتمام المحدود بأشياء معينة والأنشطة المحدودة التى غالبا ما توصف بأنها غير مألوفة.
مثل الاهتمام بجزء صغير من لعبة معينة أو مراقبة شىء معين لفترات طويلةز
أو ترتيب الألعاب حسب حجمها مع نوبات شديدة من الغضب إذا قام أحد بتغيير هذا الترتيب وغيرها من الأعراض، لذلك فإننى أتفهم قلق الأم من شغف طفلها بالأشياء التى تدور.
وتضيف الدكتورة نفين:
أحب أن أطمئن الأم أن الحكم على الطفل بإصابته بالذاتوية لا يتوقف عند حبه للاستطلاع وتعلقه بالأشياء التى تدور وخصوصا إذا كانت لعبة أو أرجوحة فى الحديقة مثلا لأنها تمثل شيئا جديدا.
وممتعا بالنسبة لطفل صغير فى سنه وخاصة أن الأم لم تشتكى من ضعف فى التواصل الاجتماعى معها أو مع إخوته.
ولا شك أن قدرات الأطفال اللغوية تختلف من طفل لآخر، وحده الطبيب هو الذى يستطيع تحديد ما إذا كانت قدرات الطفل اللغوية فى المعدل الطبيعى.
أم أقل مما يتناسب مع سنه، وأحب أيضا أن ألفت نظر الأم إلى أن الوصول لتشخيص الذاتوية (التوحد) يتطلب عمل اختبارات مخصصة لهذا الغرض ومنها DSM-IV أو ADI-R.
ولا يجب الانسياق وراء الأقاويل التى تصف التأخر اللغوى بأنه توحد، لأنه مرض له مواصفات معينة يجب توافرها لتشخيصه كما ذكر سابقا، حتى مرض سمات التوحد.
والذى انتشر الحديث عنه فى الفترة الأخيرة وهو من ضمن أمراض الطيف الذاتوى، له مواصفات معينة لتشخيصه.
فلا يجب التسرع ووصف الطفل بأنه يعانى من سمات التوحد (الذاتوية) إلا بعد عرضه على الطبيب المختص.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع